المدينة المنورة 05 ذو القعدة 1444 هـ الموافق 25 مايو 2023 م واس
نظّم معرض المدينة المنورة للكتاب في نسخته الثانية، ندوةً حواريةً بعنوان: " أحاديث المدينة: صوت المصطفى وصدى المكان "، ضمن الفعاليات الثقافية للبرنامج الثقافي في اليوم السابع للمعرض المستمر حتى الـ 27 من شهر مارس الجاري، شارك فيها أمين جمعية الناشرين السعوديين سابقاً عبدالله الصميعي، وأستاذ الأدب والنقد ورئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض الدكتور صالح المحمود، والباحث محمد المهدي، ومدير مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة سابقاً الدكتور محمد الشنقيطي، وأدارها محمد الساعد.
وقال الدكتور الشنقيطي: " هناك خلاف في حدود الحرم والحمى، حددها النبي - صلى الله عليه وسلم - بين جبليّ عير وثور (الحد الشمالي والجنوبي)، ولها أحكام شرعية تقتضي الاهتمام"، واستدل بأحاديث نبوية شريفة، مستعرضاً خارطة للمؤرخ عبدالقدوس الأنصاري - رحمه الله - تبين الحدين "الشرقي والغربي" (واقم والوبرة)، وهي حرَم الصيد وقطع الشجر، وحد حمى الشجر حدده نبينا الكريم ووضع كعب بن مالك علامات له، من ذات الجيش إلى ما بعد أحد (جبل الخزان) إلى بني قريضة، وهناك رواية بريد إلى بريد، أي 20 كلم من جهات المسجد النبوي.
من جانبه، تحدث الدكتور المحمود أن أحب الأماكن لقلب الرسول الكريم المدينة المنورة، ومنها بزوغ شمس الإسلام، وفيها عاش ومات ودفن، وأشار إلى أن هناك أكثر من 300 رواية في فضائل المدينة المنورة؛ ومن أهم الفضائل أنها محرمة ومفضلة على غيرها من البقاع، وهي مدينة مباركة ترتبط بالراحة النفسية، مشيراً إلى بعض المواضع كجبل أحد (جبل يحبنا ونحبه)، مختتماً حديثه بقصيدة للشاعر يوسف الرحيلي مطلعها: " رويدك! تحت الأديم نبي.. تورد في الموعد الأجدب، تضوع الحقيقة من كفه.. بسنبلة الفرح المختبي ".
بدوره، قال الصميعي: " صدى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة المنورة، وأحب المدينة وأهلها، وشخصية عظيمة قدم ومعه الحب والخير والعطاء، وصوت الرسول المسموع بأحاديثه ودعواته يمشي في أزقتها، فيأتيه رجل فيشدّ ثيابه حتى يؤثر على جسده، فيقول: مُر لي من مال الصدقة، فلا يتشنج ولا يقسو بل يأمر له بما أراد "، مضيفاً " واجبنا تجاه صوته وحديثه أن نعظمه، ولتستجب قلوبنا لكلامه، طيبة الطيبة مدينة السكينة والوقار فيها بركة في كل شيء، وأعظم مواضعها المساجد بعد الحرم الشريف ومنها مساجد قباء، والجمعة، وعتبان بن مالك، وبني النضير، وبني قريضة، والإجابة، والسبق، وأبي ذر (السجدة)، والغمامة، وأبي بكر، وعمر، وعلي، وبني دينار، والسقيا، والشيخين، والمستراح، والفسح، والقبلتين، وأم إبراهيم، والفتح، والراية ".
من جهته، تحدث الباحث " المهدي " عن أثر المكان على النصوص، فالمدينة المنورة تحمل رسالة عالمية منذ هجرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وإن كثرت الوقفات في أشعار العرب والحنين لها، فكيف إذا كان المكان مرتبطاً بنبينا - صلى الله عليه وسلم -، مضيفاً " استفاض ذكر الأماكن في الكِتاب والسنة، والمكان يستطيع شرح النصوص، وأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قُف البئر وكشف عن ساقيه ودلّا قدميه في البئر، وتستطيع فهم معنى (قف) عندما تقف على بئر غرس ".
// انتهى //
16:30ت م
0148
